سنقدم لكم اليوم قصة واقعية مؤثرة ،و حقيقية حدثت في بلدنا الجزائر ، في زمن ليس ببعيد في أواخر التسعينات ، نتمنى أن تكون عبرة لكل الرجال و النساء المقبلين على الزواج.
قصة واقعية مؤثرة عن رجل طلق زوجته ليلة الزفاف بسبب جهله و ماذا فعلت الزوجة المظلومة
كان هناك رجل يدعى سفيان، يعيش في القرية يرعى الغنم مع أبيه العلواني، و يعيش مع أمه الحاجة مسعودة، و أخواه الربيعي، بلقاسم، حميد، و أخواته البنات فضيلة ،و الحجلة، كان كل أفراد العائلة يعيشون في بيت واحد ، و كان قوتهم هو رعي الغنم و بيع الحليب و الدهان الذي يصنعونه من الماعز.
كان سفيان هو كبير العائلة، لكنه لم يفكر أبدا في الزواج لأنه كان رجلا بخيلا و غير مسؤول، و لا يحب العمل و النهوض باكرا لرعي الغنم، فقط كان أبوه العلواني هو من يجبره على النهوض باكرا لمساعدته، فقد كان رجلا كسولا عنيدا و عصبيا و غير مبال بالعمل.
في أحد الأيام قررت الحاجة مسعودة تزويج ابنها الكبير سفيان، و قررت أن تختار له أكثر الفتيات في القرية جمالا، فكانت تذهب لكل أعراس القرية لعلها تجد امرأة شابة و جميلة، لتزوجها من ابنها سفيان.
وبعد رحلة البحث الشاقة وجدت الحاجة مسعودة أخيرا ضالتها، وجدت البنت أحلام ،عمرها يناهز الثاني و العشرين، مملوءة الجسم، نحيلة الخصر ، عيناها خضراوان و شعرها أشقر، و كانت أحلام غاية في الجمال، كما كانت أحلام تنتمي لعائلة فقيرة ، فكانت خجولة و غير متطلبة إطلاقا، فكانت إن سلبها أحد حقها لا تتكلم بكلمة، و كان هذا أكثر ما شد الحاجة مسعودة إليها ،فهي تبحث عن هذا النوع من النساء ، اللواتي لا يدافعن عن حقوقهن ، و يكتفين فقط بالصمت، من قسم قصة واقعية مكتوبة .
خطوبة سفيان لأحلام ( قصة واقعية مؤثرة )
توجهت الحاجة مسعودة صبيحة الغد إلى بيت أحلام ، و رافقها زوجها العلواني و بناتها فضيلة و الحجلة، ليعملن فحصا شاملا للبنت أحلام،و يحققن معها جيدا.
ما إن وضعت صينية القهوة، حتى بدأت الحاجة مسعودة في طرح الأسئلة على أحلام: من صنع هذه الحلويات؟ هل هي ذات صنع منزلي أم أنها مشتراة من السوق؟
ردت أحلام بخجل مع بعض التأتأة: الحقيقة يا خالتي أأأأ ،لقد اشتريت هذه الحلويات من السوق و لم تصنع في المنزل. ردت فضيلة من زاوية الغرفة: مممم وعلاه نتي مكسرة اليدين ؟ من قسم قصة واقعية مؤثرة .
صدمت أحلام ، ثم ردت بصعوبة بالغة: الحقيقة يا أختي فضيلة ليس كذلك، و لكني كنت البارحة مشغولة بتحضير نفسي و تصفيف شعري، و لم أجد وقتا كافيا لصنع الحلوى.
الحجلة من جهة أخرى: نحن في بيتنا ليس لدينا نساء تشتري حلويات من السوق، فإن اشتهيتي الحلوى يجب أن تشمري على ذرعيك، و تحضريها بنفسك ، ردت أحلام بخجل: أأأأأأ ،صحيح أختي الحجلة ،أنت على حق.
وبعد مدة من المد والجزر ،خرجت الحاجة مسعودة و بناتها من منزل أحلام على أمل تحديد يوم الفاتحة، و دفع المهر،و شراء الخاتم لأحلام ....إلخ من مستلزمات الخطوبة و العرس.
تكلمت أم أحلام قائلة: يا بنيتي هل أنت متأكدة من قبولك بهذا الشخص، هل رأيتي كيف كانت عائلته تتصرف؟ صحيح أننا عائلة فقيرة ،لكن عليك أن تفكري جيدا ،و أنا من رأيي أن نرفضه.
ردت أحلام بغضب: لا ،لن أرفضه، وأنا أصلا سأتزوج من الرجل، و ليس من عائلته، ردت الأم : و من قال لك أنه أحسن من عائلته؟ ردت أحلام: قلت لك سأقبل به، فقد مللت العيش في منزلنا و أبسط المستلزمات تنقصنا.
مرت الأيام ، و اقترب موعد الزفاف، و كان سفيان نادرا ما يتصل بأحلام، و نادرا ما يكلمها هاتفيا، و لكن أحلام رغم تألمها كانت تتجاهل إهمال خطيبها سفيان، فكل ما كانت تفكر به هو الزواج من سفيان، و الخروج من دائرة الفقر التي تعيش بها.
ليلة العرس المشؤومة ( قصة واقعية مؤثرة )
جاء موعد الزفاف، تزينت أحلام في أبهى حلة، فخرجت كالأميرة في فستان الزفاف الأبيض، و عيناها الخضراوان يلمعان من بعيد، و بريق السعادة يملأهما، جاء موكب الزفاف ،ركبت أحلام السيارة و انطلقت لبيت زوجها الذي هو عبارة عن غرفة في بيت العائلة، فالحاجة مسعودة من مبادئها أن زوجات أبنائها يعيشون معها، و لا يمكن لهن الحصول على سكن مستقل.
جاءت ليلة العمر ، و ما إن إنتهى سفيان من النوم مع زوجته أحلام، حتى خرج إلى حوش الدار و هو يصرخ: لقد خدعوني يا أمي، إنها ليست بنتا، لقد قامو بخداعنا ......، هرعت الحاجة مسعودة و كل العائلة إلى الغرفة و هم ينهالون على المسكينة أحلام بالسب و الشتم و أقسى عبارات السخرية.
كانت أحلام مصدومة و مستغربة، فقد كانت بنتا شريفة، و لم يسبق لها أن فعلت أي شيء مع أي شخص في حياتها، فكانت تبكي و تصرخ: أنا بريئة ،أنا بريئة ،صدقوني أنا لم أفعل شيئا أبدا ،أنا عفيفة و شريفة......
صرخت الحاجة مسعودة: أين هي الطهارة و العفافة أيتها الكاذبة، هل هذه هي الأخلاق التي تتباهون بها في بيتكم؟؟؟ لن تزيدي يوما آخر هنا عندنا، سيطلقك ابني سفيان، هيا يا سفيان طلقها ماذا تنتظر!!!
في الحين ،دخل سفيان و عيناه حمراوان ممتلئتان بالحقد و الغضب ،و قال لها أنت طالق، طالق، طالق يا أحلام ، و حملها من شعرها و أخرجها إلى بيت أهلها في منتصف الليل.
فجعت عائلة أحلام بسماع صوت الباب يطرق بشدة ،الأم : يا إلهي ماذا يحصل ،إنها الثانية صباحا، ماهذا؟؟ فتح الأب الباب فإذا بسفيان يحمل أحلام من شعرها و يجرها للبيت قائلا: هاهي لكم قمامتكم ردت إليكم، ربوا بناتكم واحرسوهم قبل أن تخدعوا الناس و تزوجوهم بناتكم، فجع الأب المسكين و لم يقدر على الكلام،بل أغمى أرضا من هول الصدمة......
إنتقام أحلام من سفيان ( قصة واقعية مؤثرة )
بعد مرور أيام على هذه القصة المفجعة، و دخول أحلام في اكتئاب بسبب ما حدث لها، فأصبحت لا تأكل و لا تشرب ، كما أصبح نومها متقطعا بسبب معاناتها من الكوابيس الليلية و الأرق، في هذه الأثناء سمعت ابنة خالة أحلام بما حصل لأحلام، و المذلة التي تعرضت لها، و قد كانت ابنة خالتها صوفيا التي تقطن بالمدينة محامية شاطرة ،درست بجد و اجتهاد حتى وصلت لتحقيق حلم طفولتها و هو المحاماة، توجهت صوفيا فور سماعها بالخبر إلى منزل أحلام و عرضت عليها المساعدة،قبلت أحلام بمساعدة ابنة خالتها صوفيا، فكان أول ما فعلته صوفيا هو اصطحابها لأحلام معها للمدينة لتخرجها من جو الاكتئاب الذي تعيشه، فسرعان ما بدأت حالة أحلام بالتحسن و بدأت بالخروج من قوقعة الحزن التي كانت تعيش فيها.
فور ما لاحظت صوفيا تحسن حالة أحلام، حتى أسرعت باصطحابها للطبيب المختص الذي أثبت بعد فحصه لأحلام أنها لم تمارس أي فعل خاطئ، فقط كان غشاءها من النوع المطاطي الذي يقاوم النزيف ،و قدم لها كل الفحوصات و الكشوفات و الأدلة التي تثبت ذلك،
تقدمت صوفيا إلى المحكمة رفقة أحلام، و رفعت شكوى ضد طليقها سفيان ،و قدمت كل الأدلة التي تثبت ظلم سفيان لها، و تثبت براءتها من الاتهام الفظيع الذي اتهمها به.
بعد تحقيقات شاملة، تبينت السلطات أن الاتهامات الموجهة ضد أحلام كانت كاذبة، و أنها بريئة كليا من أي تهمة وجهها إليها سفيان، و على الرغم من محاولات سفيان و أمه مسعودة و عائلته تغطية الحقيقة و تبرئة سفيان، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، من قسم قصة واقعية مؤثرة .
استرجاع أحلام لحقها و كرامتها
بناء على ذلك أخذت العدالة مجراها، و حكمت على سفيان الظالم بالسجن ،مع التعويضات المادية لأحلام تعويضا عن الأضرار النفسية و الجسدية التي لحقت بها، انتقلت بعدها أحلام للمدينة للعمل كسكرتيرة في المكتب مع ابنة خالتها صوفيا ،أين غيرت من شخصيتها و أصبحت مستقلة ماديا، و أصبحت أكثر طموحا و وعيا و ثقة بنفسها، و تخلصت من كل هواجس الماضي التي كانت تلاحقها، تقدم بعدها بفترة وجيزة زميل معها في العمل لخطبتها و هو يعرف قصتها كاملة، و وعدها بأن يعوضها عن كل الأيام المؤلمة التي عاشتها في القرية.
و في الأخير نتمنى أن تكون هذه القصة الواقعية المؤثرة عبرة لكل البنات ، لكي يحسن إختيار شريك حياتهن، و لا يتسرعن في ذلك، و يضعن ثقتهن في دراستهن و عملهن، فاليوم الدراسة و العمل أصبح سلاح المرأة و الدرع الذي تستند عليه وقت الضعف، و أن الزواج رغم حلاوته إلا أنه يعتبر مكملا لحياتك و ليس حياتك كلها.
مواضيع أخرى مهمة: